26 - الفصل 23: قائد أم بطل؟

الفصل 23: قائد أم بطل؟

_____________________

'ما الذي يحدث امامي..؟'

فكر سايرو بتعجب.

بعد ان وجد سايرو اخيرا قرية في ذلك العالم المظلم و الغريب، دق مرتين على اول باب وجده امامه.

فخرجت من ذلك الباب فتاة صغيرة حيث تنادي سايرو بالبطل!

و ليس هذا فقط بل ايضا والدها ركع مفزوعا لما عرف ان سايرو هو البطل.

لكن…

ما هذا البطل بحق الجحيم؟ هذا ما هو باد على وجهه.

"انهض…انا لست بطلا بل انا مجرد فان قد ظل طريقه في هذا العالم الغريب"

قال سايرو بينما يرفع والد الفتاة من الارض.

"هل يعقل…انك لم تستعد ذكرياتك بعد؟" سأل الوالد مع القليل من الخوف على وجهه.

خلال ذلك، سايرو مع سماعه عن فقدان الذكريات قال "انت تعرف اني فاقد البعض من ذكرياتي؟ كيف علمت" بصوت تهديد سأله.

تراجع والد الفتاة الى الوراء قليلا بسبب خوفه.

"ا..اهدأ رجاء ايها البطل! لست انا وحدي من يعرف بل كل من بهذه القرية يعلم حول فقدانك لذكرياتك.

فـ..فبعد كل شيء لقد جئت من بعيد لكي تنفذ خلاصنا نحن"

بدأ يزداد جهل سايرو بالوضع تدريجيا فقال لوالد الفتاة "تمهل! لندخل اولا و اشرح لي كل شيء من البداية فأنا لم اعد استوعب شيء"

ثم دخل ثلاثتهم المنزل و اغلقوا الباب.

قام الرجل بضيافة سايرو بكوب من الشاي الفاخر و بعض الحلويات رغم فقر معيشتهم الظاهرة عليهم.

"اذا؟ ما قصة البطل هذه؟"

سأل سايرو الرجل بينما يتذوق الشاي ببطء و مهل.

" سيدي، هذه قصة تم توارثها من أول جيل مؤسس لهذه القرية، مع انها غير كاملة و غير واضحة الى انها كالتالي…"

بدأ الرجل سرد قصة قديمة كان يتم تناقلها بين رؤساء الأسر من كل جيل الى الجيل الذي بعده، القصة تتحدث عن عشر رجال عظماء و امرأة عجوز مع حفيدها، انها قصة المؤسسين الاثنا عشر لهذه القرى.

"مهلا قرى؟ " قاطع سايرو كلامه.

" اجل، فقريتنا ليست الوحيدة الموجودة هنا" رد عليه ثم اكمل سرده.

قال انه في أحد الأيام استيقظ مجموعة كبيرة من الناس في عالم غريب، في ذلك العالم حيث لا يوجد سوى الارض الممتدة الى مدى العين بدون نهاية كانوا مفزوعين و الخوف قد طغى عليهم.

أن يجدوا نفسهم في فجأة في عالم او بالأحرى مكان لا يعلمون عنه اي شيء، بدون ذكريات فقط بخبرتهم السابقة طبعا لا تستطيع لومهم على ذلك.

من بينهم فقط 11 شخص الذي لم يخف و تحلوا بالشجاعة لتهدئة الآخرين، و قاموا بتوجيههم ببطء الى ان اصبحوا رؤساء لتلك المجموعة الضخمة من الناس.

ذكر احد المؤسسين ان عددهم كان يقدر بمئات الآلاف من الأشخاص، لذلك فإمكانية قيادة هذا العدد الكبير لهو شيء عظيم بحد ذاته.

و مع استمرارية اكتشافهم لذلك العالم الغريب، مرت الايام بهدوء...

"هل استطعت ايجاد شيء؟" سأل الرجل الضخم ذو اللحية الكثيفة.

كان من الواضح انه احد الرؤساء العشرة و من سأله كان ايضا منهم.

"لا لم اجد شيء، لقد فقدنا اكثر من 50 شخص اليوم، علينا ان نتوقف عن البحث هذا الشهر" رد عليه بوجه فاقد للأمل.

"ما الذي يفعله البطل الآن؟" سأل بعد ان جلس مع الرجل الضخم حول نار صغيرة في الليل الدامس.

"كما تعلم، انه مشهور جدا بعد ما فعله تجاه ذلك النمر الشرس، فحتى انا اصبت من قبل ذلك النمر لكن هو...هو حطمه تماما! "

قال بينما يشد قبضته بغضب شديد.

" لازلت مستاء من ذلك؟ "

" ليس لأنني مستاء او شيء كهذا...فقط..انا ضعيف! لم استطع حماية اي شخص ابدا.. "

بينما يتحدث قاطعه شيء ذهبي اللون و مشع الذي ظهر امام وجهه تماما.

" مـ..ما هذا بحق الجحيم؟ " بوجه متعرق قال بينما يحدق في مرافقه الجالس امامه.

على ما يبدو انه هو أيضا ظهر امامه ذلك الشيء الذهبي.

و ليس هذا فقط، كل شخص كان نائم في ذلك قد استيقظ بسبب ذلك الشيء الذهبي الذي يشبه الورقة.

"مارس، ايكنيل! هل ظهرت امامكم ورقة ذهبية ايضا؟ " قال البطل بعد ان خرج من خيمته في فزع.

ارتفع الهلع بين الناس و بدأوا يتساءلون عن ما الذي عليهم ان يفعلوه.

"اهدؤوا ! انظر للورقة جيدا و اقرأوا ما تقوله بصوت مرتفع"

قال احد المؤسسين الذي كان نائما ايضا.

بعد قرأ الاغلب ما رأوه امامهم اكتشفوا شيء، لقد كانت اجابتهم متشابهة.

و ما ظهر امامهم كان كالتالي...

[يقال ان لا احد يستطيع العيش وحيدا، فخوف البشر من الوحدة كانت نتيجته مجتمع متقدم جدا.

المهمة الأولى: اختر قائدك.

المهمة الثانية: قاتل من اجل قائدك.

المهمة الثالثة: كون مع قائدك مجتمع حيث أوامره مطلقة.

المهمة الأخيرة: اسس ملجأ لك في هذا العالم مع قائدك.]

لم يشعر البعض بالراحة بسبب ما قيل لهم، و كأنهم سيجبرون على فعل ما لا يريدونه.

فتدخل البطل قائلا "تذكروا ان هذا عالم مجهول لا نعلم عنه شيء، أصغر قرار خاطئ سيأدي بنا إلى كوارث لا تحصى"

بعد الذي قاله البطل قرر الكل اتباع ما جاءهم في تلك الورق الذهبية التي لا يستطيعون حتى لمسها.

ثم بعد 5 سنوات استطاعوا ايجاد مكان مأهول للاستقرار و أسسوا اول قرية تحت حكم الرؤساء العشر.

لكن لم يمر وقت طويل الى ان غادروا الرؤساء العشر و البطل القرية تحت عذر "علينا ان ننجز مهمتنا ايضا"

ثم اضاف البطل قائلا "سيأتي يوم اعود فيه الى القرية حتى و لو لم اتذكر اي شيء او بدوت مختلفا او حتى عدت ميتا، فسأعود بالحل الذي سينقذنا من هذا العالم!" ثم غادر بعد ذلك تاركا جدته في حكم القرية.

و بما ان جدة البطل لعبت دورا مهما في نجاة العديد من الاشخاص بحاستها الشديدة نحو الخطر، استطاعت بذلك ان تتحكم في القرية بسهولة.

رغم ان القرية تفككت بعد موتها الى عدة قرى بسبب نزاع الحكم.

........

"هذه قصة غريبة و شيقة نوعا ما" قال سايرو بينما يفكر في شيء آخر.

"اجل ايها البطل، فبسبب ما قاله البطل قبل ان يغادر استطعت التعرف عليك بمجرد ان ذكرت انك ضائع" رد عليه والد الفتاة بوجه سعيد.

ذلك الوجه السعيد سيكون مشكلة بالنسبة لسايرو الذي بالكاد فهم ما يحدث و لكنه لازال لا يعرف ما هذا العالم.

فوالد الفتاة يظن ان خلاصهم قد حان بينما سايرو لا يعرف حتى كيف سيستعيد تحكمه بالمانا فما بالك بالخروج من هذا العالم الغريب.

"فهمت..فهمت، اظن انني اعرف ما الذي علي فعله الآن" قام سايرو و ابتلع اخر قطرة من الشاي.

"حقا؟!"

"اولا، اريد ان التقى برؤساء القرى كلهم لمعرفة اذا كنتم تستحقون الانقاذ ام لا"

بعد رد سايرو اصفرّ وجه الوالد قليلا.

"سأحذرك، اذا كنتم لا تستحقون الإنقاذ، فلن اترككم فقط، بل سأقطع رؤوسكم أجمعين" قال سايرو بابتسامته الشيطانية!

___________________

لا تنسوا ان تقرأوا الفصل الجانبي!

تأليف: Souhayl TP

2022/04/17 · 154 مشاهدة · 1019 كلمة
Souhayl TP
نادي الروايات - 2024